نرى كثيراً وعلى مر الأوقات ظواهر جوية غريبة وغير معتادة ، منها الأعاصير القمعية والسحب الشديدة “super cell” الخ … من العديد من الأمور الغريبة والاستثنائية ، وفي الفترة الأخيرة زادت حدة هذه الظواهر حتى أصبحنا نرى ونشاهد ذلك بأم أعيننا وبشكل متصاعد غير معتاد
مع ساعات صباح يوم الإثنين 29/5/2023 شهدت مناطق غرب العاصمة عمّان تطور مهيب لسحابة رعدية شديدة حيث أدت الأخيرة إلى هطول الأمطار بشكل غزير للغاية صاحبها هطول غير معتاد للبرد بالأحجام الكبيرة بشكل جنوبي فاق الوصف والخيال ، والذي أدى للأسف لحدوث العديد من الأضرار المادية بالممتلكات
ولكن كيف يمكن أن يحدث ذلك ؟
لا يمكن أن يتساقط البرد بالحجم الكبير إلا في حال اجتماع العديد من الأمور الطقسية في وقت واحد ومكان واحد ……
أولاً – الرطوبة الشديدة :
تحتاج زخات البرد ذات الأحجام الكبيرة إلى توفر عامل الرطوبة العالية في جميع طبقات الجو وذلك لإعطاء فرصة أكبر لتجمع مياه الأمطار حول حبة البرد
ثانياً – تيار هوائي شديد السرعة :
يعد التيار الهوائي الصاعد من أهم الأمور التي تساعد على تشكل حبات البرد ذات الأحجام الكبيرة ، حيث تكون بداية تشكل حبات البرد في الطبقة السطحية ذات حجم صغير ، إلا أن بسبب شدة التيارات الهوائية الصاعدة في السحابة الرعدية في بعض الأحيان تجبر حبات البرد على البقاء معلقة في الهواء ، مما يساعد بشكل كبير على زيادة استقطاب مياه الأمطار في نواة حبة البرد للتتجمد وتصبح اثقل وزناً ، وكلما كان التيار الهوائي الصاعد أكثر قوة كلما كانت حبة البرد اثقل وزناً
ثالثاً – شذوذ حراري بين طبقات الجو :
أيضا تساعد الفوارق الحرارية بين طبقات الجو إلى حدوث نوع من الشذوذ الحراري في السحابة الرعدية ، ويؤدي بذلك إلى حدوث عدم استقراريه بين طبقات الجو والذي يؤدي بدوره أيضا إلى ازدياد في حدة انخفاض الضغط الجوي في مكان تولد السحابة ، ليصبح ذلك عامل مهم في تساقط زخات البرد بالأحجام الكبيرة
وعليه لا يتكرر هذا النوع من الهطولات البردية كثيراً في المملكة بشكل عام وذلك لقلة توفر هذه العوامل
متى شهدت العاصمة عمّان مثل هذه الأنواع من الهطولات ؟
بتاريخ 27/1/2012 ومع ساعات الفجر وعلى إثر تشكل حالة من عدم الاستقرار الجوي ، شهدت أجزاء واسعة من جنوب وشرق العاصمة عمّان ذات الهطول البردي من الأحجام الكبيرة ، مما أدى أيضاً إلى إلحاق أضرار مادية في بعض البيوت البلاستيكية والسيارات والمحاصيل الزراعية
هذا والله تعالى أعلم
Ansam Weather